فيان صوران

ولدت ليلى والي حسين والمعروفة أيضاً بـ “فيان جاف” أو “فيان كاروخ” أو “فيان صوران” سنة 1981 بمدينة السليمانية، وتنتمي إلى عشيرة الجاف، درست المرحلتين الابتدائية والمتوسطة في مدينة السليمانية

لم تكن فيان صوران راضيةً عن النظام الاجتماعي في منطقتها، وكثيراً ما عارضت الذهنية المتردية التي تحاول أن تسلب المرأة إرادتها، وعلى إثر بحثها عن أجوبةٍ للأسئلة التي طالما شغلت بالها، قررت أن تنضم سنة 1997 إلى صفوف حزب العمال الكردستاني

كانت فيان بحاجة إلى طرق جديدة من أجل معالجة التناقضات التي كانت تحوم في رأسها حول النظام الأسري والعشائري الذي كانت تعيش ضمنه. لم تجد في النظام التعليمي سبيلاً للوصول إلى الحقائق الاجتماعية، وكانت بحاجة لأن تبحث عن طرق بديلة

تنضم فيان صوران بحماس كبير إلى حياة ونشاطات النساء الثوريات، وبنتيجة بحثها تختار السير في طريق الثورة، والانضمام في النهاية إلى صفوف قوات الكريلا

تتوجه فيان صوران برفقة شقيقتها للحركة الآبوجية سنة 1997، إلا أن العائلة تعترض على قرارها. تحاول أسرتها أن تثنيها عن هذا القرار بشتى الطرق والوسائل، حتى أن أسرتها حاولت تضييق الخناق على قيادي الحزب من أجل إرجاع ابنتهم، إلا أن القياديون طلبوا من الأسرة محاولة إقناع ابنتهم بالعودة بدل المطالبة بعودتها، فكان رد فيان حينها للأسرة كالتالي: “لن أعود معكم بأي شكل من الأشكال، سأذهب إلى المكان الذي سأحقق فيه مطلبي بالحرية”

وصلت فيان إلى مراحل عالية من النضال والبحث بعد انضمامها لصفوف العمال الكردستاني، وكانت تملك شخصية ناضجة رغم سنّها الصغير، مكنتها لاحقاً من استلام قيادة شؤون جنوبي كردستان، كما تحصلت لاحقاً على وظائف ومسؤوليات هامة في قيادة الحركة الآبوجية.

انضمت فيان صوران سنة 1998 إلى الكونفرانس الخاص بجنوبي كردستان، كما شاركت في كونفرانس شرق كردستان الذي انعقد سنة 2000 بمنطقة قنديل، والتي مهدت لبدأها بالأعمال التنظيمية في شرقي كردستان، واستطاعت خلال فترة قصيرة أن تدخل قلوب أبنائها، وتلعب دوراً تاريخياً هناك

اختيرت فيان صوران كعضو مؤسس في “حركة الحل الديمقراطي”، وخلال سنة 2002 انضمت إلى المؤتمر الأول في حزب الحل الديمقراطي الكردستاني، ونالت عضوية إدارة مكتب الحزب

انضمت صوران أيضاً إلى فعاليات تأسيس مؤتمر الشعب سنة 2003، ولعبت دوراً كبيراً في خدمة أبناء جنوب وشرقي كردستان، وبشكل خاص في قضايا حرية الشعوب والمرأة

شاركت فيان سنة 2004 في لجنة إعادة تأسيس حزب العمال الكردستاني، وكانت من بين 12 شخصاً اختارهم قائد الحزب عبدالله أوجلان من أجل إعادة تأسيس الحزب. حيث نالت فيان ثقة كبيرة من الحركة ورفاقها، وكانت مصدراً كبيراً للإيمان والروح الرفاقية. كما مكنتها هذه الثقة من أن تنال أيضاً صفة قيادية في وحدات المرأة الحرة – ستار

كانت غنية بالذهنية والروح الوطنية، وهو ما مكنها من العمل في شرقي كردستان ضمن الظروف الصعبة، وجعلتها تقرر المطالبة بالعمل في شمال كردستان، والانضمام إلى صفوف وحدات المرأة الحرة – ستار

تحدثت فيان عن تناقضاتها الأسرية والأسباب التي دفعتها للانضمام في إحدى المرات، حيث قالت حينها: “لقد كنت شاهدةً على الظلم الذي كان يمارسه والدي بحق أمي واختي الكبرى. لقد كان يمارس ظلماً كبيراً وخاصةً على والدتي التي كانت تلعق مرارة الحياة من ورائه. تأثرت حياتي كثيراً بهذا الظلم الذي كنت أراه، وجعلتني أبدأ البحث. كانت أغلب أبحاثي تتمحور حول الحياة من دون رجل، لكنني لم أجد ما يروي ظمأ تفكيري حتى انضممت إلى صفوف الحركة الآبوجية. وهناك، وجدت الأجوبة الشافية على جميع الأسئلة التي كانت تدور في رأسي. وقد تأكدت أنني جئت إلى المكان الذي أرغب فيه.”

نفذت فيان صوران سنة 2006 عملية فدائية في منطقة حفتانين ضد المؤامرة الدولية التي طالت قائد الشعب الكردي عبدالله أوجلان وضد محاولات التصفية الداخلية، وتركت ورائها عدة رسائل، واحدة لعائلتها، وأخرى للقائد أوجلان، والأخرى للنساء جميعاً

كتبت فيان جاف رسائلها يوم 1 شباط وفي اليوم التالي نفذت عمليتها في منطقة حفتانين، وكانت بمثابة الرد الأعنف على المتآمرين

وري جثمان فيان الثرى في مدينة السليمانية، ويقوم رفاقها والكردستانيون من أجزاء كردستان الأربعة بزيارة ضريحها كل عام

خاطبت القيادية فيان صوران أسرتها وعبرت عن أحاسيسها بهذه الكلمات:

“قبل كل شيء، أرسل تحياتي إلى والدتي، والدي، شقيقاتي، أشقائي، أقربائي وجميع أصدقائي. آمل أن تكونوا بحالة جيدة، كما أقبل أعينكم جميعاً. لم أراسلكم منذ نحو 10 سنوات بسبب ظروف وشروط النضال، بالإضافة إلى انزعاجي منكم قليلاً. فنحن لم نتمكن من أن نتوصل إلى تفاهم بشأن موضوع انضمامي لصفوف حركة الحرية الكردية التي يقودها القائد آبو وحزب العمال الكردستاني، وموضوع انضمامي إلى حركة حرية المرأة، مما خلق بعض المشاكل بيننا. أنا آمل أن تستطيعوا فهم هذا النضال الذي تنضم إليه آلاف النساء والشبيبة من أجزاء كردستان الأربعة. أنت أصبحتم أسرة هذه الثورة شئتم أم أبيتم، لا يليق بكم أن تغلقوا قلوبكم للرفاق والآراء والأهداف التي يسعى الملايين وراءها، هذه الأهداف التي عشقتها ابنتكم أيضاً”

“ليتنى أملك ما هو أغلى من روحي كي أفدي به”

“عمليتي هي رد على سياسة الإنكار ضد الشعب الكردي، وسياسة العزلة التي تفرضها الدولة التركية على القائد آبو. لو كنت أملك ما هو أغلى من روحي لفديت به أيضاً في سبيل حرية الشعب الكردي والمرأة ضد الظلم والاضطهاد. أنا أرى قيام امرأة مثلي في التضحية بروحها يعدّ شيئاً كبيراً مقابل نضال شعبنا الكردي الذي يخطو كل يوم نحو النصر في هذه الأوقات. أنا أيضاً كما رفاقي، أرى بأنني مُدينة لهذا الشعب وللنساء اللواتي يعانين من الألم”

 

العودة إلى الأعلى